
كتب رئيس التحرير : جيلاني فيتوري
في عالم تتقاطع فيه القوانين مع الاقتصاد، ويتداخل فيه الإعلام مع قضايا الإصلاح، يقف ره نج باراوي كشخصية متعددة الأبعاد، جمعت بين الحقوق، الاقتصاد، الإعلام، والعمل المدني، ليكون صوته مؤثرًا في العديد من القضايا التي تمس المجتمع في إقليم كوردستان العراق. من موقعه كرئيس لمعهد الإصلاح الجنائي، وناشط دولي في مجال السلام، إلى دوره السابق كمستشار اقتصادي لدى الأمم المتحدة للمشاريع الصغيرة، يقدم باراوي نموذجًا للخبير الذي لا يقتصر عمله على تخصص واحد، بل يعبر بين الحقول المختلفة، بحثًا عن الحلول والمساهمة في التغيير.

من القانون إلى الإصلاح: رحلة بناء العدالة
يؤمن باراوي بأن القانون ليس مجرد نصوص، بل أداة للإصلاح والتغيير. ومن هذا المنطلق، ترأس معهد الإصلاح الجنائي في كوردستان العراق، بهدف تعزيز العدالة الجنائية، وتطوير المنظومة القانونية، ودعم حقوق الإنسان. يرى أن التحدي الأكبر يكمن في ملاءمة التشريعات مع التحولات الاجتماعية، وضمان عدالة منصفة للجميع.
لم يكتفِ بدوره في المجال القانوني، بل خاض تجربة الاقتصاد كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث عمل مستشارًا اقتصاديًا لدى مكتب الأمم المتحدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة UNOPS، وساهم في دعم ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية، معتبرًا أن تحقيق الاستقرار الاقتصادي هو مفتاح لتقليل الجرائم وتعزيز العدالة.
دور الشباب وريادة الأعمال في بناء المستقبل
لم تكن قضايا الشباب بعيدة عن اهتمامه، فقد كان مؤسسًا ورئيسًا لجمعية شباب الأعمال في كوردستان، حيث سعى إلى تمكين جيل جديد من رواد الأعمال، وتشجيع الاستثمار في المشاريع الناشئة. يؤكد أن التحديات التي يواجهها الشباب لا تتعلق فقط بالتمويل، بل بوجود بيئة داعمة تُحفز على الابتكار والاستدامة.
الإعلام كأداة للإصلاح
الإعلام، بالنسبة لباراوي، ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أداة فعالة لنشر الوعي الحقوقي، وكشف الفساد، وتعزيز ثقافة الإصلاح. من خلال عمله السابق كمدير للمركز الإعلامي في جامعة السليمانية، ومستشارًا إداريًا وإعلاميًا في جامعة سانت كليمنتس العالمية، اكتسب رؤية واضحة حول دور الإعلام في بناء مجتمع أكثر وعيًا بحقوقه وواجباته.
رؤية مستقبلية للإصلاح في كوردستان
يرى باراوي أن الإصلاح الحقيقي لا يتحقق إلا بتكامل الجهود بين المؤسسات الحكومية، المجتمع المدني، والإعلام. ويؤكد أن تحقيق العدالة يتطلب إصلاحًا قانونيًا، اقتصاديًا، واجتماعيًا، مع التركيز على تمكين الشباب والنساء في مختلف المجالات.
في ختام رحلته المهنية الحافلة، يظل ره نج باراوي نموذجًا للمفكر والمصلح الذي لا يتوقف عند حدود التخصصات، بل يسعى إلى ربطها معًا لتحقيق تغيير حقيقي. وبينما تستمر التحديات، يظل صوته حاضرًا في ميادين القانون، الاقتصاد، والإعلام، واضعًا بصمته في بناء مستقبل أكثر عدالة وإنصافًا لكوردستان.